الثلاثاء، 11 فبراير 2014

التسميات:

إياكم وسوء الظن



قال تعالى :
(وَمَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِنْ يَتبِعُونَ إِلا الظن وَإِن الظن لَا يُغْنِي مِنَ الْحَق شَيْئا)


وقال ايضا جل وعلا :
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ )

وعليه فلا يجوز لإنسان أن يسيء الظن بالآخرين لمجرد التهمة
أو التحليل لموقف ، فإن هذا عين الكذب
( إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث )

قال ابن سيرين رحمه الله:
"إذا بلغك عن أخيك شيء فالتمس له عذرا،
 فإن لم تجد فقل: لعل له عذرا لا أعرفه".

وانظر إلى الإمام الشافعي رحمه الله حين مرض
 وأتاه بعض إخوانه يعوده فقال
للشافعي: قوى لله ضعفك ، قال الشافعي: لو قوى ضعفي لقتلني ،
 قال : والله ما أردت إلا الخير . فقال الإمام : أعلم أنك لو سببتني
 ما أردت إلا الخير .فهكذا تكون الأخوة الحقيقية إحسان الظن بالاخوان
 حتى فيما يظهر أنه لا يحتمل وجها من أوجه الخير
كان سعيد بن جبير يدعو ربه فيقول :
" اللهم إني أسألك صدق التوكل عليك وحسن الظن بك "
إن إحسان الظن بالناس يحتاج إلى كثير من مجاهدة النفس
لحملها على ذلك خاصة وأن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى
الدم ولا يكاد يفتر عن التفريق بين المؤمنين والتحريش بينهم
وأعظم أسباب قطع الطريق على الشيطان هو إحسان الظن بالمسلمين .


قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه :
" لا تظن بكلمة خرجت من أخيك المؤمن شرًّا ، وأنت تجد لها في الخير محملا ً".
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
(( حسن الظن من حسن العبادة ))
وقد سئل صلى الله عليه وسلم:
أي الناس أفضل؟ فقال: كل مخموم القلب صدوق اللسان قيل:
 صدوق اللسان نعرفه فما مخموم القلب؟ قال: هو التقي النقي الذي
 لا إثم في قلبه ولا بغي ولا غل ولا حسد، ولقد نهى صلى الله عليه وسلم
 أتباعه عن أن يبلغوه أخبارا لا يحب أن يسمعها، فقال: لا يبلغني أحد منكم
عن أحد من أصحابي شيئا، فإني أحب أن أخرج إليكم وأنا سليم الصدر.
وحسن الظن بالناس خلق إسلامي أصيل أرشدنا إليه القرآن الكريم
 وتعلمناه من رسولنا صلى الله عليه وسلم، وشيوع هذا الخلق بين الناس
 يحمي المجتمع من مصائب كثيرة فالأمة السعيدة الرشيدة هي التي يكثر
 فيها الأفراد الذين يبنون علاقاتهم مع غيرهم على حسن الظن، وعلى
عواطف المحبة المشتركة، والمودة الخالصة والتعاون المتبادل،
 والثقة الوثيقة والابتعاد عن سوء الظن دون أن تكون هناك ضرورة
 تدعو إليه، إذ من دعاء المؤمنين الصادقين:

رَبنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي
 قُلُوبِنَا غِلّاً للذِينَ آمَنُوا رَبنَا إِنكَ رَؤُوفٌ رحِيمٌ

*******************


(( سوء الظن بالناس ))


يغلب على البعض من الناس اليوم خلق ذميم ربما ظنوه نوعاً من الفطنة وضرباً من النباهة وإنما هو غاية الشؤم
بل قد يصل به الحال إلى أن يعيب على من لم يتصف بخلقه ويعده من السذاجة وما علم المسكين
ان إحسان الظن بالآخرين مما دعا إليه ديننا الحنيفة

فالشخص السيئ يظن بالناس السوء، ويبحث عن عيوبهم، ويراهم من حيث ما تخرج به نفسه
أما المؤمن الصالح فإنه ينظر بعين صالحة ونفس طيبة للناس يبحث لهم عن الأعذار، ويظن بهم الخير.




"وَمَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِنْ يَتبِعُونَ إِلا الظن وَإِن الظن لَا يُغْنِي مِنَ الْحَق شَيْئا"
(النجم:28)

وعليه فلا يجوز لإنسان أن يسيء الظن بالآخرين لمجرد التهمة أو التحليل لموقف ، فإن هذا عين الكذب
" إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث "

[ وأخرجه البخاري ومسلم ، الترمذي 2072 ]

وقد نهى الرب جلا وعلا عباده المؤمنين من إساءة الظن بإخوانهم :


( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ )
[الحجرات : 12]

روى الترمذي عن سفيان: الظن الذي يأثم به ما تكلم به، فإن لم يتكلم لم يأثم.

وذكر ابن الجوزي قول سفيان هذا عن المفسرين ثم قال: وذهب بعضهم إلى أنه يأثم بنفس الظن ولو لم ينطق به.

وحكى القرطبي عن أكثر العلماء: أن الظن القبيح بمن ظاهره الخير لا يجوز، وأنه لا حرج في الظن القبيح بمن ظاهره القبيح

وحسن الظن راحة للفؤاد وطمأنينة للنفس وهكذا كان دأب السلف الصالح رضي الله عنهم :



قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه :

" لا تظن بكلمة خرجت من أخيك المؤمن شرًّا ، وأنت تجد لها في الخير محملا ً".

قال ابن سيرين رحمه الله:
"إذا بلغك عن أخيك شيء فالتمس له عذرا، فإن لم تجد فقل: لعل له عذرا لا أعرفه".

وانظر إلى الإمام الشافعي رحمه الله حين مرض وأتاه بعض إخوانه يعوده فقال للشافعي:

قوى لله ضعفك ، قال الشافعي: لو قوى ضعفي لقتلني ، قال : والله ما أردت إلا الخير .
فقال الإمام : أعلم أنك لو سببتني ما أردت إلا الخير .فهكذا تكون الأخوة الحقيقية إحسان الظن
بالإخوان حتى فيما يظهر أنه لا يحتمل وجها من أوجه الخير .



كان سعيد بن جبير يدعو ربه فيقول :
" اللهم إني أسألك صدق التوكل عليك وحسن الظن بك "

وعن عبد الله بن عبيد بن عمير عن أبيه قال: قال موسى عليه الصلاة والسلام يارب يقولون بإله إبراهيم وإسحاق ويعقوب فبم قالوا ذلك ؟ قال:
«إن إبراهيم لم يعدل بي شيء قط إلا اختارني عليه، وإن إسحاق جاد لي بالذبح وهو بغير ذلك أجود
وإن يعقوب كلما زدته بلاء زادني حسن ظن».

[ تفسير ابن كثير ج / 7 ص / 22 ]

وعن الفضيل بن عياض عن سليمان عن خيثمة قال قال عبد الله والذي لا إله غيره ما أعطي عبد مؤمن شيئا خيرا من حسن الظن بالله تعالى

[ كتاب حسن الظن بالله -الجزء 1 صفحة 96 ]



إن إحسان الظن بالناس يحتاج إلى كثير من مجاهدة النفس لحملها على ذلك
خاصة وأن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم ولا يكاد يفتر عن التفريق بين المؤمنين والتحريش بينهم
وأعظم أسباب قطع الطريق على الشيطان هو إحسان الظن بالمسلمين .

عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
(( حسن الظن من حسن العبادة ))

[ رواه الحاكم وأبو داود وأحمد في مسنده ]

اللهم إني أسألك صدق التوكل عليك وحسن الظن بك
اللهم إني أسألك صدق التوكل عليك وحسن الظن بك

رزقنا الله قلوبًا سليمة وأعاننا على إحسان الظن
بإخواننا والحمد لله رب العالمين


*******************


أخلاق و عادات سيئة : سوء الظن



يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ
سورة الحجرات . الأية 12



تفسير الأية :


القرطبي : لا تظنوا بأهل الخير سوءا إن كنتم تعلمون من ظاهر أمورهم الخير.. والذي يميز الظنون التي يجب اجتنابها عما سواها ,
أن كل ما لم تعرف له أمارة صحيحة وسبب ظاهر كان حراما واجب الاجتناب . وذلك إذا كان المظنون به ممن شوهد منه الستر والصلاح ,
وأونست منه الأمانة في الظاهر , فظن الفساد به والخيانة محرم , بخلاف من اشتهره الناس بتعاطي الريب والمجاهرة بالخبائث .


الطبري : إن ظن المؤمن بالمؤمن الشر لا الخير إثم , لأن الله قد نهاه عنه , ففعل ما نهى الله عنه إثم .


ابن كثير : يقول تعالى ناهيا عباده المؤمنين عن كثير من الظن
وهو التهمة والتخون للأهل والأقارب والناس في غير محله لأن بعض ذلك يكون إثما محضا فليجتنب كثير منه احتياطا .



تعريف سوء الظن :


اعتقاد جانب الشر وترجيحه على جانب الخير فيما يحتمِلُ الأمرين معاً .



بين يدي الأية :


من بين الأمراض المنتشرة كثيرا في زماننا هذا (و إن لم تعدم من قبل) سوء الظن و السبب هو مرض القلب الذي يؤدي إلى الإضطراب في التعامل مع الأخرين بحيث ننظر لهم من عدسة سوداء ,
فكل أفعالهم في نظرنا محل ريبة و كل أقوالهم نحملها المعنى البعيد .. فهم سيئون إفتراضا مالم يثبتوا حسن نيتهم ..
و الرسول عليه الصلاة و السلام يقول : إياكم والظن؛ فإن الظن أكذب الحديث، ولا تحسسوا، ولا تجسسوا، ولا تنافسوا، ولا تحاسدوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانًا..."
 فسوء الظن يتناقض مع مبادئ الأخوة في الله لما يحدثه من شقاق و عداء و إستثارة لمشاعر الأخرين و قطيعة بين المسلمين و إلحاق للأذى بالمؤمنين .



كفارة سوء الظن :


على الإنسان أن يستغفر الله و يستعيذ به من وساوس الشيطان و يقوي علاقته بالله وبإخوانه المسلمين و أن ينزلهم منزلة نفسه ويحسن الظن بهم و أن لا يحاول تبرير سوء ظنه لأنه نوع من المكابرة على الحق ,
و إن بدا له من اخوانه ما يعتقده سيئا فليلتمس لهم الأعذار فإن لم يجد فليقل لعل فيه عذرا لا أعلمه , و أن لا يتعجل في الظن سوءا بإخوانه كما يقول الشاعر :
تأن ولا تعجل بلومك صاحبًا .. .. لعل له عذرًا وأنت تلوم

سبحان ربك رب العزة عما يصفون و سلام على المرسلين و الحمد لله رب العالمين .

 











جميع الحقوق محفوظة @ 2013 إسلاميات نفوس مطمئنه.

Designed by Templateism